تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله، افتتح أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، اليوم (الأربعاء)، الملتقى العلمي الـ21 لأبحاث الحج والعُمرة والزيارة، وورش العمل، والمعرض المصاحب، الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أُم القُرى بعنوان: «التَّحوُّل الرَّقمي في منظومة الحج والعمرة والزيارة»، وذلك في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات في المدينة المنورة.
وأكد أمير منطقة المدينة المنورة -في كلمته التي ألقاها بالحفل الخطابي الذي أُقيم بهذه المناسبة- اعتزاز المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً بِخِدمَةِ الحَرَمَين الشرِيفَين وقاصديهما، وَتَفَانَي الجميع مُنذُ توحيد هذه الدولة المباركة حتى اليَوم، في تسخير كل إمكانياتها للعناية بضيُوفِ الرحمَنِ، وَهَذَا مَا تُؤَكدهُ الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- لِهَذَا المُلتَقَى، التِي تُبَرهِنُ عَلَى أَن لِضُيوفِ الرحمَنِ أَولَوِيةً قُصوَى عِندَ القِيَادَةِ الرشِيدَةِ التِي لَا تَألو جُهدًا فِي تَحسِينِ وتَطوِيرِ جَمِيعِ الخِدمَاتِ المقدمة للحجاج والمُعتَمِرِين والزوار الذين يستشعرون فِي كُلِ مَوسِمٍ النقلَةَ النوعِيةَ التي تَشهَدُهَا المَملَكَةُ في منظومة الحَجِ والعُمرَةِ والزيارة.
وقال: إنَّ التقَدُمَ الكَبِيرَ الذِي وَصَلَت لَهُ المملَكَةُ فِي التقنيةِ قبلَ الجَائِحَةِ وفي أثنائِهَا وَبَعدَهَا جَعَلَهَا مِن ضِمْن أَفضَلِ اَلدوَلِ فِي تَطوِيع التقنيةِ، وتوظِيفِهَا فِي المَجَالَاتِ كافَّة، ومن أَسمَاهَا خِدمَةُ ضيوفِ الرحمَنِ وَتَحسِينُ تَجرِبَتِهِم أَثناءِ زِيَارَاتِهِم للحرمين الشريفين، وَتَسهِيلُ أَدَاءِ مَنَاسِكِهِم في المَشَاعِرِ المُقَدسَةِ، وَتَقلِيلُ أَوقَاتِ انتظَارهم فِي مُختلف نقاط الاتصالِ التي يمرون بها في رحلتهم في أجواء إيمانية، عامرة بالأمن والأمان، بفضل الله أولاً، ثم بجهود ملوك هذا الوطن الغالي مُنذ تأسيسه، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله، وبمتابعة ولي عهده الأمين -حفظه الله، جاعلين أمن الحج والمعتمر من أولوياتهم، مُشيراً إلى ما يُقدمه رجال الأمن من جهود كبيرة للحفاظ على أمن وراحة ضيوف الرحمن.
وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي يُبرز الاهتمام والجهود التي تقدِّمها المملكة العربية السعودية في خدمة الحج والعمرة، والإمكانيَّات التي سخَّرتها من أجل تأدية ضيوف الرحمن نسكَهم على الوجه الأكمل.
من جانبه، ثمَّن رئيسُ جامعة أُم القرى الدكتور معدي بن محمد آل مذهب رعاية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- لفعاليَّات الملتقى؛ لما له من أهميَّة كونه يطرح الأبحاث والابتكارات العلمية والمبادرات الإبداعية التي تؤثر على نوعية الخدمة المُقدَّمة لضيوف الرَّحمن، وأنه يُعد أحد السبل العلمية لالتقاء الباحثين والممارسين والمهتمين بتدارس الأفكار وتبادل الآراء؛ لتطوير الخدمات التي تُقدمها المملكة لضيوف الرحمن، مؤكدا أن الدولة السعودية منذ توحيدها لا تألو جهدًا في سبيل خدمة ضيوف الرحمن؛ للارتقاء بجميع الخدمات المُقدمة لهم، وكل ما ييسِّر لهم أداء مناسكهم على الوجه الأكمل.
وبيَّن أن الملتقى هذا العام يعد امتدادًا لتلك الجهود التي تدعمها القيادة الرشيدة في خدمة ضيوف الرحمن، التي تسعى لتطوير كل الخدمات، ومنها مجالات التحوُّل الرقمي التي تسهم في تسهيل وتيسير جميع الإجراءات التي يقوم بها الحاج والمعتمر والزائر في رحلة نسكه إلى الحرمين الشريفين.
بدوره، أوضح عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعُمرة بجامعة أُم القرى الدكتور تركي بن سليمان العمرو، أن الملتقى يهدف إلى إبراز التجارب والجهود التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية في مجال التحوُّل الرقمي في جميع القطاعات المتعلِّقة بخدمة ضيوف الرحمن، التي تصب في تحقيق مستهدفات وبرامج رؤية المملكة 2030 المتعلِّقة بمنظومة خدمة ضيوف الرحمن، مُشيراً إلى أنَّ الملتقى يتناول عدَّة محاور تشمل حوكمة التحوُّل الرقمي في منظومة الحج والعمرة والزيارة، وتوظيف التَّحوُّل الرقمي لتحسين تجربة ضيوف الرحمن، وتطوير عمليات اتخاذ القرار وتقديم الخدمات.
وسيعقد الملتقى الذي تستمر أعماله يومين، 6 جَلَسَات علميَّة؛ يشارك فيها 30 باحثا ومتحدثا من الأكاديميين المهتمين بدراسات الحج والعمرة والزيارة، ونخبة من الخبراء في مجال التحوُّل الرقمي، وعدد من ممثلي القطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بمنظومة الحج والعمرة.
كما يتضمن الملتقى ورش عمل متخصصة، ومسابقة هاكاثون الحج التِّقني التي تقام تحت عنوان: «حجاثون 2022»؛ وتهدف إلى تسخير طاقات الشَّباب وربطها بحدث عظيم مثل الحج؛ وذلك في إطار اهتمام المملكة بتحفيز المناخ الابتكاري لمنظومة الحج والعمرة، ودعم الطاقات الشابة.
يُذكر أنَّ الملتقى يُقيم معرضًا مصاحبًا تُشارك فيه عدد من القطاعات الحكومية والخاصة العاملة في منظومة أعمال الحج والعمرة والزِّيارة، التي تعمل في مجالات: الطّوافة، والأمن والسلامة، والإعاشة، والإيواء، والنقل، والطيران، والاتصالات، والتجزئة، والبنوك، والصحة، والإلكترونيات، وغيرها من الجهات التي تقدّم خدمات مباشرة وغير مباشرة لضيوف الرحمن.
وفي ختام الحفل الذي حضره عدد من أصحاب المعالي والفضيلة، كرَّمَ صاحب الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، الجهات الراعية للملتقى، كما كرَّمَ الفرق الثلاثة الفائزة في «حجاثون 2021» وهي: فريق للطائفين، وفريق V-care، وفريق فهمني، وبلفتة أبوية تشجيعية تبرع بمضاعفة مبلغ الجائزة للفرق الفائزة.